قصة خيالية لغامض مدرستي

وسام: قل لي سيدي ما السبيل الى الوصول اليك ...ما الوسيلة لقراءة عينيك ...ماهدفي للمس يديك بعدك مقدمة الأوثان ،خاتمة الاحزان ،راعية للزمان و المكان ....جارية انا قطعت بحورا وجسورا فقط لاصل الى باب قلعتك و أدقه لكي يطردوني الحرس بكل وقاحة...و لم تكن الطريقة لنيل مبتغاي إلا القفز من فوق الجدران و من مغارة لأخرى إلى أن دخلت المطبخ إذ أجد أمامي حارسا من شدة جوعه سيأكل الصحن ...فلمحني و إذا بي هاربة ،فقال لي:انتظري الى أين أنت ذاهبة أيتها الجارية ..فقلت:حسنا سوف أخبرك ..أنا فتاة جئت كي أرى امير الأمراء ،سيد الفقهاء(غامض مدرستي) ...قطعت مسافة طويلة ...جبالا وتلالا إلى ان وصلت الى هنا ..إذ أجد نفسي بين الانذال و هم ي طردونني فلم أجد وسيلة غير التسلل عبر القلعة كي اراه ...فقال وهو ضاحكا:وما تفعلي بأمير الامراء أيتها الحسناء ...قلت:مرة كنت امشي على ضفة النهر أغني مع الطيور و أرقص مع الزهور راعية للغنم و كانت حياتي بسيطة المنال و فجأة بدأت الأمطار بالهطول ،فأخذت الغنم و خبأبته عند الشجرة الكبيرة بريف دمشق ...و جلست انا على صخرة النهر أنظلر إلى قطرات الندى ...إذ بي أجد شابا بدا حاله جيدا ...و كانت على وجهه علامات الحزن يترفقها الغضب ،نظرت الى عيناه إذ بي أجد شيئا لم أجده في أي مكان و لم أفهم سره ، وكأن الروايات تنسخ لعيناه فقط و قد كان شاباوسيما ،بهيا بدا عليه اللطف كثيرا ...فذهبت في طريقي و اذا به رأني ...فقال لي:مابك،فقلت:لا شيءو ذهب في حاله و مضى يتلفت إلي يرقبني و كانت عيناه تشعان كأنهما تنادياني ...ومن ثم ذهبت وسألت عنه وقيل لي إنه امير دمشق يقطن في هذه القلعة ...و أنا أتيت لأرى عيناه مجددا ومرة أخيرة على الأقل ...فدهش الحارس لما سمعه مني و قال لي ما اسمك؟فقلت:اسمي السمراء .فقال أتيت من الشام الى دمشق و قضيت اياما عديدة لتصلي الى هنا وتري عينا الأمير و مابهما من حكايات؟أنت أغرب مخلوق على وجه الأرض ...قلت: ان شدك حنينك لرؤية شيء فلا تقتله بداخلك لأنك ستموت اكثر ...فقال:هل اعترف لنرجس بأنني احبهازقلت:على بركة الله،فقال ساساعدك أيتها السمراء لرؤية العينان اللذان لم يجعلا النوم يمر على بالك ،و ساعدني الحارس و دخلت من شرفة غرفة نوم الشاب الوسيم و اختبأت وراء الخزانة كي لا يراني ...أمعنت النظر فيهما ومدى حزنهما الذي لا ينتهي و بت تلك الليلة في غرفته أرقبه بدون علم له و في الصباح الباكر خرج ...اذ بي أهرب من القلعة و انا في طريقي الى الشام إذ بي أجده على حصانه الأسود ...فذعرت و صرت أركض كالضائعة أو الخائفة فصار يلاحقني توقفت فجأه فقال مابك أيتها الفتاة و ما أتى بك الى هنا ..قلت: سيدي في يوم من الأيام رأيت عيونا ترمي السهام رماية...تحكي مافي القلب حكاية و قد جئت الى هنا لكي أرى هذه العيون مرة أخرى ...فنطق وقال: و هل رأيتهما ايتها الفتاة ،قلت:وبت الليل أرقبهما أيضا ...فقال:محظوظ الشاب الذي عشقت فتاة مثلك عيونه...فقلت:ومحظوظة الفتاة التي سترى عيونا مثل عيونك ...فبهت الأمير لما قالته السمراء و ذهبت بدون حتى أن تسأله عن اسمه و هو أيضا فعل نفس الشيء ولم يسألها عن اسمها ...و رجع الامير الى قلعته وهو حزين و أكملت السمراء طريقها مع تلك الغيوم و كانت كل غيمة بنظرة عيون و بعد ثلاثة أيام لم يتحمل الحارس أن يخفي الامر على الامير و ذهب و اعترف له بكل شيء ...دهش الامير لما سمعه وصار يقول : من أنت ايتها السمراء لتدخلي حياتي ...من أنت أيتها الحسناء ...عيوني التي ابهرتك ليتني أستطيع نزعها و اعطائك اياها ، وأمر الامير حراسه بان يذهبو الى الشام و ان لا يعودوا الا بالسمراء و من سوء حظ الأمير أن السمراء رحلت من الشام الى ريف أدلب كي لا تتذكر الملقى ابدا ..كي تنسى عيونا لن تراها مجددا ...و مرت ستتة اشهر و الحراس يبحثون عن السمراء و انتشر خبر غيابها في كل أنحاء سوريا ...بعد بضعة ايام أتت عجوز الى والد السمراء كي تطلب يدها الى ابنها ..و علما بأن هذه العجوز لم تلمح السمراء أبدا ...فوافقت السمراء على عريسها وقد كان يدعى وسيم ..و بعد أيام وبينما كانت السمراء تتجول في المرعى اذ أتى وسيم اليها و رأها فأعجبته فأخذ يكلمها ويحاورها و قليلا يقترب منها وهي تبتعد عنه إلى أن أمسك بيديها فصفعته و اخذت تركض في المرعى إذ بها تسقط و جاء وسيم للتحرش بها ...وامتدت يد على كتف وسيم تبعده عن السمراء وتضربه بكل مالديه من قوة ...وبعد ذلك نظرت الفتاة بعد بكاء طويل و رأت ماكان أمامها و قد لمحت العينان اللذان لطالما عشقتهما فصارت من ذعرها تركض و هو يركض ورائها إلى ان أمسك بها فقال لها: لجلت البيوت وتلال البيداء ...و الان فلنكمل الطريق سويا ،فنطقت وقالت: أنا فتاة عشقت عيناك وأنا لأني عشقت عيناك حولت عشقك لي شفقة فلا أقبل حبك أيها الأمير ...فسار الامير في طريقه و قرر السكن في أدلب على ضفة النهر الاخر و كل مساء على الساعة السابعة مغربا تجلس السمراء على صخرة في النهر و هو يجلس على ضفة النهر الأخرى يترقبان بعضهما الى أن انتهت حياة السمراء أولا ...و صار الأمير يجلس مكانها مخلصا في حبها الى نهاية حياته؟؟؟؟....
بنت المطر...غامض مدرستي